الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

اردوغان .. اما المطرقة واما بين المطرقة والسندان ..

هذه المقالة من مقالات الخيال العلمي ..

" جلوسي إلى المائدة مع ذلك الرجل يكسبه الشرعية، وأنا لست زعيما فاقدا للشرعية " هذه كانت كلمة اردوغان عندما طلب منه الجلوس مع السيسي علي هامش الامم المتحدة ..
كثيرا منا استحسن القرار ولكن ما يفعله اردوغان خطر جدا وخاصة انه يلعب لعبة هو اعلم بأنها قد تطيح برقبته ..
اردوغان يلعب لعبة مراكز القوي ..
يعلم جيدا اردوغان انه احد القوي العشرين في العالم وان العالم الغربي يعمل له الف حساب لذلك يستغل اردوغان هذا الامر لحصاله دائما لكنه يقف الان امام لعبة صعبة جدا ..
امريكا والغرب اقرب ما لديهم هي اسرائيل وامن اسرائيل هو الهدف الرئيسي للسياسة الامريكية وللغرب لذلك لا تتوانا امريكا عن دعم كل ما يحقق امن اسرائيل ..
جاء السيسي وقدم فروض الولاء والطاعة لخدمة امن اسرائيل وتحقيق الامان لها ولكنه نسي قوي اخر في المنطقة ألا وهي تركيا ..
هنا نرجع للوراء قليلا ..
نرجع لعام 2001 في تركيا قبيل الانتخابات التشريعية الاولي التي يشارك فيها حزب العدالة والتنمية برئاسة اردوغان ..
في هذا العام واعلن الجيش الاسرائيلي ان الحليف والاخ الغير شقيق له في المنطقة هو الجيش التركي وان تركيا هي واسرائيل اصدقاء وحلفاء للابد .. ثم تأتي انتخابات 2002 لتأتي بحزب العدالة والتنمية وبعد تولي الحزب مهام الحكومة عمل علي تقليل الدعم لاسرائيل حتي جاءت القاصمة في حرب الفرقان 2008 عندما هاجم اردوغان شيمون بيريز في دافس .. هنا ظهر للعالم جليا ان اردوغان لن يتهاون في اي امر يمس قيمه  ومعتقداته .. فبدأ التعامل معاه علي اساس انه قوة لا يستهان بها وخاصة بعد التقدم الملحوظ في مجال الاقتصاد الذي اوصله للقوة رقم 13 علي مستوي العالم .. اردوغان دعم ثورات الربيع العربي والديموقراطية في المنطقة العربية بقوة لحتي جاءت انتخابات الرئاسة المصرية وفاز بها الرئيس محمد مرسي هنا بدأ العالم ينظر إلي قوتين بعد إعلان الاخير ان ما يحدث في غزة من عدوان في 2012 مرفوض وانه إذا لم تكف اسرائيل عن العدوان فسيكون هناك غضبة شعب وقيادة .. هنا اتجهت انظار العالم حول القوة الثانية وكيفية الاطاحة بها وخصوصا ان هناك سوسا ينخر في عضد الجسد المصرية فبدأ التعاون مع الدولة العميقة للاطاحة بمرسي ونجحوا في ذلك بمعاونة الجيش الذي انقلب علي رئيسه ليستولي علي الحكم .. هنا جاء دور القوة الثانية وبدأت بدعم العلمانيين في تركيا ولكن فشلت كل محاولاتهم في القضاء علي اردوغان بل كلما كانت هناك ضربة قام اردوغان بعدها اقوي .. هنا جاء دور اردوغان ليرد القلم ولكن مع لعبة خطيرة نوعا ما .. بدأ منذ ان تم الانقلاب علي مرسي بدعم الشرعية ورفض الانقلاب وبدأ ينتقد الانقلاب في كل محفل دولي يظهر فيه .. خطورة اللعبة ان اردوغان يعلم ان الغرب وعلي رأسهم امريكا لن يضحوا بالسيسي حتي يجدوا له بديلا في المنطقة وفي نفس الوقت لن يستطيعوا اغضاب اردوغان ومن خلفه تركيا .. لذلك بدأ ضغط اردوغان علي الغرب وايضا محاولا الحفاظ علي ما آمن به وهو الدفاع عن الفلسطيينين في استرداد اراضيهم .. قد ينجح اردوغان في ان يضغط علي الغرب وذلك طالما يمتلك بعض الدول الداعمة امثال البرازيل والارجنين وبعض الدول التي يملك الغرب فيها مصالح اقتصادية .. ولكن الاقصي خطورة ان يفكر اردوغان ان يعلن عن عودة العلاقات مع اسرائيل كنوع من اللعبة الاستراتيجية ليتم هنا الاطاحة بالسيسي بسهولة لوجود البديل المتمثل في تركيا .. وإن عادت الامور إلي ما كانت عليه في مصر ليقوم اردوغان بقطع علاقته مع اسرائيل .. ولكن الخوف من ان لعبة المخابرات مع خطورتها قد تزداد خطورة بعد قطع العلاقات حيث سيصبج الاهم عند الغرب هو الاطاحة بأردوغان ..هنا يظهر هل اردوغان سيكون المطرقة علي من يريدون تخريب الديموقراطية في تركيا ام سيصبح بين مطرقة العلمانيين الذين يريدون الاطاحة بالديموقراطية حتي يأتوا للحكم وبين سندان الغرب الداعم للعلمانيين ..

#خواطر_الخاطر
#خيال_علمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق