الخميس، 5 سبتمبر 2013

الصراعات

كل منا يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة اقتداءا بقول النبي صلي الله عليه وسلم (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) ولكن هل سألنا انفسنا لما نقرأ سورة الكهف كل اسبوع ..

اكثر ما يلفت انتباه الفرد في سورة الكهف انها سورة مجددة لذلك كان من الطبيعي ان تكون سنة كل يوم جمعة حتي تجدد لنا .. تجدد لنا ماذا ؟؟ تجدد لنا الصراعات التي يعيشها الانسان في حياته ..

فسورة الكهف تشرح كل الصراعات التي تواجه الانسان في حياته وتجدد لنا قراءة هذه الصراعات كل اسبوع لكي نكون علي وعي من هذه الصراعات ..

الصراعات التي تناولتها سورة الكهف خمس صراعات رتبت من حيث القوة للضعف فالصراعات هي صراع العقيدة وصراع المال وصراع مع الشيطان وصراع العلم وصراع السلطة ..
خمس صراعات تواجه الانسان علي طول حياته فكان لابد من ان تكون سورة الكهف لكي تقول للانسان أفق ! فهذه هي الصراعات التي ستواجهك فأجتهد ان تتغلب عليها لا تتركها هي تتغلب عليك ..

نبدأ في سرد الصراعات بالترتيب ..

اولا صراع العقيدة
هو اصعب صراع يواجه الانسان حيث يعيش في بعض الاحيان في حالة من الاضطهاد والقهر وهذا ما نراه في قصة اصحاب الكهف ( نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى * وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا * هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) فصراع العقيدة صراع يعيشه الانسان ويحياه طوال حياته حتي يلقي الله .. 

ثانيا صراع المال
وهو ثاني اصعب الصراعات وقد تمثلت في قول الله تعالي في قصة صاحب الجنتين ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا ) فقد تحدث رب العزة عن المال وعن فتنته في اكثر من موضع ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم ) التغابن ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ) الانفال .. فكما هي فتنة فهي زينة كما في قول الله تعالي (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) ولكن لا يجب ان تبعدنا عن الله فلو اخذ المال كل تفكيرنا لوصل بنا الحال كما وصل بصاحب الجنتين ( ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا * وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ) فكان عقاب الله له لانه اشرك به ( وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحدا * ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا ) .. لذلك فصراع المال من ثاني اصعب الصراعات التي تواجه الانسان 

ثالثا الصراع مع الشيطان             
الصراع مع الشيطان منذ خلق الله آدم عليه السلام إلي ان يرث الله الارض ومن عليها وقد اجمل الله في سورة الكهف الصراع مع الانسان معاتبا إياه في قوله تعالي ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) ونسي الانسان او تناسي قول الله تعالي واصفا مهمة الشيطان ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ) ص .. فالصراع مع الشيطان هو اقدم صراع وهو الصراع المستمر ويستطيع الإنسان ان يبعد نفسه عن الفتنة بإغلاق كل مداخل الشيطان إليه 

رابعا صراع العلم
وهو صراع يواجهه اصحاب الدعوات في شغفهم في تحصيل العلم ولو كان بعيدا وصعبا وهذا ما نراه في قصة سيدنا موسي والخضر وسنفصل في هذه القصة والدروس التي فيها فيما بعد 

خامسا صراع السلطة
وهو صراع من الصراعات التي نشهدها الان علي الساحة ولكن الله وصفها في سورة الكهف في قصة ذي القرنين ( وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ) ..

بعد ان سردنا الصراعات التي تواجه الانسان في حياته وعرفنا لما رتبها الله هذا الترتيب ونستطيع الآن ان نرتب المشهد الحالي بين فريقين فريق يحارب ويصارع من أجل عقيدته ويموت ويعذب ويعتقل ويهاجر من اجل الحفاظ علي دينه وعلي عقيدته  حتي يلقي ربه وهو علي يقين من قول الله تعالي ( إني آمنت بربكم فاسمعون * قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ) ..
وفريق ليس عنده اي مانع ان يقتل ويحرق ويعذب لكي يعيش في سلطة ومال زائلين وهذا الفريق  يقف الشيطان يصارع معه الفريق المدافع عن عقيدته ليزحزحه عن ما يحارب من أجله ويضعف من ساعده ويقول له لن يحل شئ ووايضا يقف الشيطان يصفق للفريق القاتل يقول له احسنت فهذه الطرق ستنعم بحياة بدون ازعاج وفي سلطة ومال لذلك قال الله تعالي عن هذا الفريق الذي يغويه الشيطان (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ ) ..

فلننظر ونراقب ونحدد موقعنا ونحن الفريق الذي نريد ان نكون فيه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق