الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

السيدة مريم .. وسبب تأخير النصرة

خلال الفترة الماضية عشنا اصعب فترات حياتنا لما رأيناه من سفك للدماء طال الحبيب والصديق والاخ والاخت والاب والام والزوجة لم يفرق بين طفل وشاب وفتاة وامرأة ورجل وشيخ وعجوز حتي انتاب جميعنا حالة من اليأس من النصرة علي هذا العدوان الغاشم علي الحقوق والحريات ولكن إذا نظرنا للقرآن سنجد أن اليأس لابد منه حتي تحقق النصرة ..

ازاي اليأس يكون سبب في تحقيق النصرة ؟؟!
ايوه اليأس في بعض الاحيان ضروري لتحقيق النصرة وهذا ما نراه في الآية الكريمة في قول الله تعالي ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ) فالرسل انفسهم اصابهم اليأس في بعض الاحيان من تأخر النصرة وليس من عدم نزول النصرة - وهذا فارق كبير بين تأخر النصرة اي انها قادمة لا محالة وبين عدم نزول النصرة اي انها لن تأتي بأي حال من الاحوال - لذلك اليأس من تأخر النصرة قد يكون سبب في تحقيق النصرة

طيب ما علاقة تأخير النصرة بالسيدة مريم في عنوان المقالة ؟؟!
في قصة السيدة مريم شئ عجيب للملاحظ لهذه القصة ففي اول القصة يأتي قول الله تعالي ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) ثم تأتي الاية ( هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) ..
لما في الاولي ذكر رب العزة وجد عندها رزقا يعني ان الطعام كان يأتيها دون اي عناء رغم انها كانت بصحتها كاملة والثانية وهي في حالة الوضع وفي قمة التعب امرها الله تعالي فهز الجذع يعني ان تبذل عناء رغم تعبها ..
عندما تنظر للآيات تجد انها كانت في الاية الاولي مهمتها الوحيدة هي التقرب لله فكان قلبها معلق لله عز وجل وحده لا احد يملك فؤادها غيره لذلك كان عطاءه عليها بالغا اما عندما كانت في مرحلة الحمل واصبح هناك جنين فأصبح هناك جزء خوف علي هذا الجنين أي ان هناك جزء من القلب اصبح معلق بشئ لغير الله فكان لابد من وجود مشقة حتي يأتي الفرج ..

لذلك وجب علينا ان ننقي انفسنا والا نتعلق بأي شئ للتحقيق النصرة إلا بالله عز وجل فهو مسبب الاسباب وهو من بيده مقاليد الامور ومقاليد السماء والارض لذلك علينا بأن نبتهل لله بالدعاء ليتحقق النصر وكلما كانت ثقتنا في شئ غير الله ان النصر سيأتي من خلاله فلن يحدث النصر ..
فلا 30 اغسطس ولا مليون منه سيحقق النصر فالنصر بيد الله عزوجل وكما قال الاستاذ الشهيد سيد قطب ( إن النصر فوق رؤوس الاشهاد ينتظر كلمة كن لتكون والنون تسبق الكاف فلا تقول متي النصر ولكن انظر موقعك من النصر ) 

فالدعاء الدعاء فبه يرفع البلاء او يرد بلاء اكثر صعوبة .. والا نجعل قلوبنا معلقة بالاسباب طالما معنا ملك الاسباب

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

الانتصار علي الانقلاب العسكري .. متي وكيف وما سبب التأخير

واحد صاحبي بعتلي وبيسألني ويقولي أنتوا فاكرين أنكم بأقامتكم في الشوارع واعتصامكم حترجعوا مرسي .. دا أنتوا لو قعدتوا طول حياتكم مش حيرجع بالأسلوب ده
قعدت افكر .. بالمنطق كلامه صحيح مستحيل بمعني الكلمة انه يرجع بالشكل ده
طب ايه اللي مقعدنا واحنا واثقين انه راجع !!
انا حسأل سؤال .. هي غزوة الأحزاب انتهت ازاي .. ناس متحاصرة من قدام وناس اتخانت من ورا من اليهود وفي منافقين في النص بينهم ازاي انتصروا .. بتدخل رباني كامل بالريح
حتقولي ده نبي يا حلو ولازم ربنا ينصره بمعجزة بردوا
ماشي .. في عهد الخليفة الراشد السابع - وليه السابع ومين اللي قبله دول كلهم - حتكلم عنهم بعدين .. المهم في عهد نور الدين محمود يروي ابن الأثير انه عندما كان صغير وقفوا في يوم من الأيام علي أسوار عكا فلم يروا البحر .. عكا اختفي فيها البحر 
كيف اختفي البحر ؟؟! 
كان البحر يمتلئ بسفن الصليبيين وكان عدد الصليبيين في هذه الحملة ٣٠٠ ألف صليبي فعندما رأي نور الدين البحر بكي وقال استنجد بملوك وأمراء العرب لمحاربة الصليبيين فلا يمدوني إلا بثماني آلاف جندي فقط .. هنا تكلم كمال الدين الشهرزوري قاضي نور الدين وقال له أنها مؤتة يا أمير .. هنا ارتاح نور الدين وذهب يصلي ركعتين فلما انتهي منهم قامت عاصفة لمدة ثلاث ليالي كاملة أغرقت السفن كلها بكل الجنود ال ٣٠٠ ألف ولم بتبقي منهم سوي ٢٠٠ صليبي فقط هنا امسكهم اسد الدين شيركوه وقال اقتل يا أمير فقال له لا فوالله هذه المعركة لم يقم بها حد سوي الله فحضر لهم سفينة تنقلهم من حيث أتوا ليخبروا عما رأوا 
إذن النصر اللي احنا مستنينوا حيجي بالشكل ده من تدخل رب الارض والسماء .. 
طب ايه المطلوب بقي ؟؟
قبل المطلوب نشرح اللي احنا فيه الأول وليه النصر متأخر وبعدين نشوف المطلوب 
اللي احنا فيه ده ابتلاء كامل الأوصاف .. نعم ابتلاء 
طيب اللي احنا فيه ابتلاء من اي نوع ؟؟! 
الابتلاء اللي احنا فيه ده ثلاث أنواع من الابتلاءات
ابتلاء نتيجة ذنب - ابتلاء نتيجة تقصير - ابتلاء لتقوية للصف
أولا ابتلاء نتيجة ذنب .. لا ينكر احد أننا لا نخطئ لكن أكيد في ذنب كده كل واحد ممكن يكون عامله هو اللي مأخر النصر فلابد ان نلقي علي انفسنا الأول اللوم ونبدأ بالاستغفار والتوبة حتي يفتح الله علينا أبواب رحمته ونصره
ثانيا ابتلاء نتيجة تقصير .. نعم نعترف جميعا أننا قصرنا في بعض الأمور والتقصير ده مش من فرد الدكتور محمد مرسي ولا من حكومته بل انا أراهم لم يقصروا بل بذلوا مجهودا لابد ان يشكروا عليه لكن التقصير من كل فرد في المجتمع الذي انقلب مراقب عام للوضع العام وده حلو وده وحش واعمل كده وهو مش شغال شغله ولا بيقترح حلول للمشاكل اللي شايفها ده تقصير عام وهناك تقصير خاص لحاملين المشروع الإسلامي وبالأخص الاخوان أنهم انقلبوا بعد الثورة إلي جهاز answer machine بيرد علي المهاجمين علي الاخوان او أي قرار دون عمل لذلك كان هذا الابتلاء لتنبيههم انه افيقوا كفي دفاعا اعملوا فعملكم هو من سيتحدث عنكم
الابتلاء الثالث هو ابتلاء لتقوية الصف المسلم .. وهذا لابد منه لتقويته ليحمل المشروع الذي به سيُحرر المسجد الاقصي ويُقيم العدل ويُعيد الخلافة فلزم الابتلاء لتقوية الصف
ايضا من أسباب تأخر النصر هو ان أمرين 
الأمر الأول ان الله تعالي أراد ان يميز الخبيث من الطيب ليُقام الدين والإسلام علي أكتاف أناس يستحقون وليس أي احد
الأمر الثاني وهو من وجه نظري انه كقصة أصحاب السبت فعندما نتمعن جيدا في قصة أصحاب السبت نجد انه هناك ثلاث أنواع من الناس نوع يفعل السيئات ويعتدي في السبت ونوع ينهي عن السيئات ونوع قالوا ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ) فكانت العاقبة ان الله تعالي عذب الذين يعتدون والذين صمتوا ولم ينهوا لذلك آري ان الله تعالي أراد ان يُأخر النصر حتي يَفيق بعض من الناس الذين هم صامتون الآن حتي لا يعذبهم الله علي أنهم رأوا الحق ولم يتبعوه وسكتوا علي الباطل  
بعد ما عرفنا النصر حيجي ازاي وايه سبب اللي بيحصل وايه سبب التأخير .. دلوقتي عايزين نعرف ايه المطلوب علشان النصر يتحقق ؟؟!
الإكثار من الاستغفار وذلك عملا بقول الله تعالي ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) لكن لابد من أمر مع الاستغفار وهو استغفار عن توقير للملك الغفور كما قال الله تعالي استكمالا للآيات ( ما لكم لا ترجون لله وقارا )
الإكثار من الدعاء لكن في شرط لابد ان نأخد بالنا منه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة )  ولنعلم جيدا ان (( إن الله حييّ كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردّهما صفراً خائبتين )) ولا نقل احنا بندعي بقالنا ٤٠ يوم ولم يُستجاب .. احب افكرك بحديث النبي صلي الله عليه وسلم ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها احدى ثلاث : إما ان يعجل له دعودته , وإما أن يدّخرها له في الآخرة , وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها , قالوا : إذاً نكثر , قال : الله أكثر
الأمر الثالث التوكل علي الله واليقين أن النصر قادم والله تعالي هو من سيحقق النصر ولاتوكل علي بشر .. دولة او فرد او مبادرة أو أي شئ 

انا اعلم ان الأغلبية تعلم كلامي ولكن انا قولته من باب فذكر فان الذكري تنفع المؤمنين .. نفع الله بنا وبكم ورزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل